مرمربنت المسيح
عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 07/05/2010
| موضوع: ليلة عيد ميلاد في سجن الأربعاء مايو 19, 2010 5:45 pm | |
| طُلِبَ اليَّ منذ بضع سنوات ان ابشّر بين المسجونين في سجن مدينة "متشيجان" وكان هناك حوالي 700 سجيناً من شيوخ وشبان من بينهم 67 محكوم عليهم بالأشغال المؤبدة لجرائم قتل. وبعد ان وقفت لخدمة الكلمة لم اتمالك نفسي من البكاء . فتركت مكاني وتوجهت الى هؤلاءالتعساء المساكين وكنت امسك بيد الواحد بعد الآخر وأصلي لأجلهوفي نهاية صف المحكوم عليهم مدى الحياة كان رجل فض تركت لعنة الخطية على وجههآثار ما ارتكبه من رذائل وآثام ، فوضعت يدي على كتفه ، وبكيت وصليت لأجله ومعه.وبعد ان انتهت الخدمة وخرجنا قال لي مأمور السجن "أتذكر ذلك الرجل الذي كان في آخرصف المحكوم عليهم لمدى الحياة الذي صليت لأجله ؟ أتريد ان تعرف شيئاً عن تاريخه ؟فقلت "نعم" فقال هاك تاريخه باختصارهذا الشخص اسمه "توم جالسون" وقد دخل السجن منذ ثمانية اعوام من اجل جريمة قتلوكان اجرم المسجونين الذين رأيتهم في حياتي وسبب لنا متاعب كثيرة وفي ليلة عيد الميلاد، وكان ذلك منذ ست سنوات اضطررت ان اقضي تلك الليلة في مكتبيبالسجن بدلاً من ان اقضيها في بيتيوفي الصباح الباكر جداً والظلام باقٍ خرجت قاصداً منزلي وجيوبي ملأى بالهدايا لابنتيالصغيرة ،وكان البرد قارساً جداً ، وبينما انا اسرع في الخطى لمحت شبحاً يتسلل في ظل جدارالسجن فوقفت لأتحقق الأمر فرأيت طفلة صغيرة يستر جسدها ثوبرقيق قديم وفي رجليها حذاء مهترئوفي يدها علبة صغيرة من الورقفتركتها وتابعت سيري ولكن سرعان ما شعرت بأنها تلاحقني فوقفت وقلت لهاماذا تطلبين ؟" فقالت : "هل أنت يا سيدي مأمور السجن ؟ فقلت "نعممن أنتِ ولماذا لا تمكثي في بيتك في مثل هذا الوقت ؟" فقالت"يا سيدي ليس لي بيت . لقد ماتت أمي منذ اسبوعين في "دار الفقراء" وقبل ان تلفظأنفاسها الأخيرة قالت لي ان أبي توم جالسون في السجن .وربما كان أبي يا سيدي يحب ان يرى ابنته الصغيرة بعد ان ماتت أمهافهل تتكرم وتدعني أرى بابا ؟ واليوم عيد الميلاد واحب ان اقدم له هذه الهدية"فقلت : "كلا ، عليكِ ان تنتظري حتى اليوم المخصص للزيارات" ثم تابعت سيري ولكنهاا سرعت ورائي وامسكت بطرف سترتي وقالت مستعطفة والدموع تملأ عينيها وذقنهاترتعش :"يا سيدي لو ان ابنتك الصغيرة كانت مكاني وأمها هي التي ماتت في "دار الفقراء"وأباها في السجن وليس لها مكان تأوي اليه وليس لها من يعطف عليها ويحبها ألا تظنانها كانت تود ان ترى أباه ا؟ .ولو اني كنت انا مأمور السجن وجاءتني ابنتك الصغيرة تلتمس رؤية والدها لتقدم له هديةعيد الميلاد ،أما تظن اني كنت اسمح لها ؟".عندئذ تأثرت تأثيراً عميقاً والدموع تجري من عينيَّ "نعم يا ابنتي الصغيرة أظن انكِ كنتِتسمحين وسترين أباكِ الآن" وأمسكت بيدها وقفلت راجعاً الى السجن وصورة ابنتيالصغيرة ترتسم أماميوما ان وصلت الى مكتبي حتى أجلست الفتاة بجوار المدفأة وأمرت واحداً من الحراس أنيجيء بالمسجون رقم 37 من زنزانتهوما ان دخل الى مكتبي ورأى ابنته حتى تغير وجهه وقطب جبينه وغضب قائلاً بلهجةوحشية قاسية "نللي ماذا تفعلين هنا ؟ ماذا تطلبين اخرجي وعودي الى أمكِ"فقالت الطفلة وهي تبكي "ارجوك يا بابا ـ ان أمي ماتت ـ ماتت أمي منذ اسبوعين في دارالفقراء وقبل ان تموت اوصتني بأخي جيمي لأنك كنت تحبه وقالت لي ان اقول لك انهاانها كانت تحبك ـ ولكن يا بابا ـ وهنا اختنق صوتها بالبكاء ـ ولكن مات جيمي ايضاًمنذ اسبوع والآن انا وحيدة يا بابا واليوم عيد الميلاد وكما كنت تحب جيمي فكرت انهيسرك ان تقبل منه هدية عيد الميلادوهنا فتحت العلبة الصغيرة التي في يدها واخرجت منها خصلة صغيرة جميلة من الشعرووضعتها في يد أبيها قائلة "لقد قصصتها من رأس جيمي يا بابا قبل ان يدفنوه"وهنا شهق ذلك الرجل بالبكاء كطفل صغير وبكيت انا ايضاًوانحنى الرجل واحتضن طفلته الصغيرة وضمها الى صدره في رفق وحنان بينما كانجسده كله يهتز من الانفعال .كان منظراً مؤثراً جداً فلم استطع احتماله ففتحت الباب وتركتهما منفردينثم عدت بعد ساعة فوجدت الرجل جالساً بجوار المدفأة وعلى ركبته طفلته الصغيرة فنظرا ليَّ خجلاً وبعد برهة قال"يا سيدي ليس معي نقود" وصمت برهة ثم خلع سترة السجن وقال "من اجل خاطر ربناابنتي الصغيرة هذه تخرج هذا اليوم في البرد القارس بهذا الثوب الرقيق اسمح لي اناعطيها هذه السترة ونظير ذلك سأنهض في الصباح الباكر جداًواشتغل حتى ساعة متأخرة من الليل وسأنفذ كل أمر وسأكون رجلاً وانساناً ...ارجوك يا سيدي ان تسمح لي ان استر جسدها بهذه السترةوعلى وجه ذلك الرجل الفظ كانت الدموع تجري وتسيل فقلت "كلا يا جالسون لتكن سترتكلك وابنتك هذه لا تحمل همها . سآخذها الى بيتي وستعمل لها زوجتي كل ما يلزم" فقالجالسون "ليباركك الرب" ...وأخذت الطفلة الى منزلي وبقيت معنا عدة سنوات واصبحت مؤمنة بالرب يسوع المسيحوبعد ذلك آمن توم جالسون ولم يعد يسبب لنا أية متاعب".هذه هي قصة توم جالسون التي سمعتها منذ عدة سنوات من مأمور السجنوفي العام الماضي زرت ذلك السجن ايضاً وقال لي المأمور "أتريد ان ترى توم جالسونفقلت "اني اريد ذلك بكل سرور" فخرج بي مأمور السجن الى شارع هادئ ووقفنا اماممنزل انيق وقرع بابه ففتحت له فتاة جميلة المنظر ضاحكة الوجهوقابلت المأمور بأحر التسليمات القلبية ودخلنا وعرَّفني المأمور بوالد الفتاة ،وهو توم جالسون نفسه الذي بسبب تجديده صدر قرار بالعفو عنه وهو الآن يعيش حياةمسيحية مستقيمة مع ابنته التي ليَّنت قلبه الحجري بهدية الميلاد الصغيرةوكانت أحب عبارات الكتاب المقدس عنده هي الواردة في رسالة رومية 4 : 5 و 5 : 6وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يُحسَب له براً ..لأن المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعيَّن لأجل الفجار | |
|